الجزء الثانى العشرون
مشاعر حبى الأخير
و أخيراً عاد ............. وقع بين ذراعاى مغشياً عليه .. أخذته بين أحضانى أضمه و أنا أشعر بحرارته المنبعثة ..... لابد أنه بحاجة للراحة ........... الراحة !! ......... أنا أيضاً بحاجة للراحة و لكن راحتى برؤيته ..............
سحبت عليه الغطاء بهدوء على سريره و جلست بجانبه أُشبع ناظرى برؤيته ...... أمسكت بيده و همست " هيرو ... لقد وفيت بوعدك ...... شكراً لك ....... "
و تركتها ثانية بهدوء و هببت واقفة و خرجت من الغرفة بعدما ألقيت نظرة أخيرة عليه بدون إصدار أى صوت ........ أغلقت الباب من ورائى و توجهت نحو غرفتى ............
"سيتغير كل شئ منذ اليوم ... سيرانى على غير التى كان يعرفها من قبل ... سأحرص على أن أعترف بحبى له .......... بالتأكيد هو قد لاحظ ذلك ....... و لكن أنا أنتظر منه فعل شئ ما ... عليه أن يقدم على تلك الخطوة بدون أدنى تردد ....... و بالتأكيد سيواجه موافقتى الفورية ..."
دارت كل تلك الأفكار برأسى فى طريق سيرى إلى غرفتى ... و كم كانت السعادة قد أخذت منى مأخذاً ............
جلست على فراشى أمام دفترى العزيز و كتبت ما يلى
" صفحتى العزيزة ....
منذ اليوم أنت مميزة عن رفيقاتك .... قد تتساءلى لمَ ستنظر باقى الصفحات إليكِ بعين الحسد ... لمَ سأنظر إليكِ كثيراً و أحدق فى تاريخك و أشرد بعيداً .....................................
هذا بسبب كلماتى التى سأخطوها فوق بياضك الناصع .......... أجمل كلمات من الممكن أن تخطوها يدى .. و تسطرها أناملى ........
اليوم ..! ......... اليوم عاد من أحب ..... اليوم عاد هيرو سالماً ......... لن أخفى عنكِ أننى كنت على وشك أن أفقد عقلى لمجرد إعتقادى بأننى سأخسره للأبد ........ كنت على وشك الموت حقاً ......... لا تظنى أننى أبالغ ......... شعورى كان فوق الوصف .... كما هو الأن ........ دمعاتى كانت تتلألأ بكثرة كما تلألأت عند رؤيتى له .........
كم أحب رؤيته ......... كم أحب نظرته ......... كم أحب همسته ......... أحب كل ما فيه ....... هو أكثر مما تمنيت طوال حياتى ..........
هل يعشقنى يا تُرى كما أعشقه أنا ......... ؟ .... هل يهوانى كما أهواه أنا ......... ؟ .... أسئلة تحيرنى ......... و لكنى أصل إلى إجابتها عندما أرى تعاملاته معى .... أعلم وقتها إن كنت أنا أحبه فهو يهوانى ..... و إن كنت أهواه فهو يعشقنى .....
صفحتى العزيزة .........
لكِ أن تتخيلى حجم الفرحة التى تغمرنى فى تلك اللحظات ......... أشك بأن أحدهم قد مر بها من قبل .........
صفحتى العزيزة .........
اليوم سأنهى كل الآلآم و الأحزان التى مررت بها فى أثناء حياتى .......... و سأبدأ صفحة جديدة ......... صفحة عنوانها ......... " حبى الكبير " ......... " عشقى الوحيد "..........
" غرامى الأول و الأخير " ...........................
سأطير بين جنباتك كثيراً كى أراجع أحاسيسى التى ستمنحنى الحياة ......... أنا أعُد هذه الكلمات بمثابة إعتراف له ......... فأنا لازلت أفتقر إلى الشجاعة اللازمة كى أعترف بما يخالجنى من مشاعر أمامه و بشكل مباشر .........
قد تتساءلين إن كانت تصرفاتى معه تعكس حبى ......... سأبتسم و أجيبك أننى يصيبنى الحياء و الخجل كلما حدثنى ......... أو كلما نظر إلى ......... أو حتى كلما مر إلى جانبى ......... و لا أستطيع التحكم فى تصرفاتى أمامه ......... فكلها تأتى بحركات لا إرادية .........
أسمعك تهمسين بأن تلك التصرفات علامات الحب ......... و تلك علامات العشق ......... و هذا الحياء ما هو إلا حياء الغرام .........
أنا أيضاً أظن ذلك ....... و قد يظن أى شخص ذلك ....... و لكن هل يظن هو أيضاً ذلك .......!
صفحتى العزيزة .........
أرجو المعذرة لأنى قد سطرت حروفى قبل أن تسمحى بذلك ........... و لكن لا أظن أنك ستمانعى فى أن أرسم سعادتى على بياضك ......... و أجسم حبى بحروف تتلألأ على أطرافك .........
صفحتى العزيزة .........
أعدك أن نظل صديقتان متلازمتان للأبد ......... لن أتخلى عن مشاعرى التى تحملينها بين جنباتك ......... ستكون تلك المشاعر طريقى ......... و تلك الأحاسيس بريقى ......... لأنها مشاعر حبى الأول و الأخير .................. بل و الوحيد ........................... "
أغلقت دفترى على صفحاته و قمت من على فراشى ......
وقفت أمام النافذة قليلاً ثم أغلقتها .... لقد عاد ... إذن لا داعى لبقاءها مفتوحة ......... سيكون إلى جانبى منذ اليوم ........... سأكون قوية بوجوده إلى جانبى ....
و خلدت للنوم العميق مع دقات الساعة التاسعة ............
كان الجميع يغط فى النوم عندما إستيقظت باكراً فى اليوم التالى .. أخذت حماماً طويلاً أمسح به كل أثار همومى و أحزانى .. جلست أمام خزانتى أنتقى شيئاً مميزاً لليوم ... ثم جلست أمام المرأة أمشط شعرى بهدوء و شرود .......
إنتهيت من كل شئ و نزلت الدرج متوجهة إلى الحديقة ...........
٭~*~٭~*~٭~*~٭
بالرغم من راحتى الكبيرة برؤيتها إلا أننى كنت بحاجة لمزيد من الراحة .. لم أتمالك نفسى و أنا أقع بين ذراعيها فاقدً جزءاً كبيراً من وعيى ... شعرت بضمها لى بشوق ...
شعرت بها إلى جانبى ليلاً تضم يدى إلى يدها ... و كم كانت من لمسة ........ كنت أشعر بأنفاسها الرقيقة بجانبى ... و كنت أشعر بملمسها الناعم على يدى ... و كنت سعيد بوجودها بجانبى ...... أشعر براحة لا مثيل لها و أنا بجانبها ......... ليت ذلك يستمر............ للأبد ...
أفكر فى أن أُقدم على خطوة ما ... و واثق من أننى سأجد موافقتها ....... و لا أطيق صبراً حتى أُعلمها بالأمر ............
إستيقظت اليوم التالى باكراً .. أخذت حماماً منعشاً و طويلاً ... غيرت ملابسى و حرصت على كونى فى أبهى صورة ..... توجهت يدى نحو أحد الأدراج ففتحته و أخرجت شيئاً صغيراً وضعته بحرص فى جيبى ....... و توجهت نحو الحديقة .............. و لم أجد أى من الشباب فى طريق إلى الأسفل ..........
٭~*~٭~*~٭~*~٭
يتبع مع الخاتمة >>